Featured Video

مرحبا بكم في مدونة مدرسة الليمون بتازة،نتمنى أن تنال رضاكم

التقويم والامتحانات بالتعليم الابتدائي بين غرابة التنظير وغر بة التنزيل .

لا يجادل أحد في كون عملية التقويم محطة ضرورية في كل نشاط إنساني يروم تحقيق أهداف معينة ، أما إذا كان النشاط تعليميا - تعلميا ، أصبحت الوقفات التقويمية شرطا لازما ومكونا أساسا من صلب هذا النشاط .
وقد وردت على الحقل التعليمي ، مؤخرا ، عدة مذكرات وزارية تنظم هذه العملية ، بدءا من المذكرة 74 وصولا إلى المذكرة 626×10 .
سأحاول ، في هذه الورقة ، إجمال مقتضياتها المتعلقة بالموضوع أعلاه ، بالمدرسة الابتدائية ، مع تسجيل بعض الملاحظات حولها، على أن أشارك ببعض المقترحات في مقال لاحق .
1 – المذكرة الوزارية عدد 74 ، بتاريخ : 9 أبريل 2010 ، حول : " مشروع تجريب بيداغوجيا الإدماج – التقويم والامتحانات بالتعليم الابتدائي " .
هذه المذكرة نظمت عملية التقويم والامتحانات بالتعليم الابتدائي ، في سياق اعتماد بيداغوجيا الإدماج كإطار منهجي لتفعيل المقاربة بالكفايات ، وفي إطار ، كذلك ، ملاءمة نظام التقويم والامتحانات في التعليم الابتدائي مع متطلبات هذه البيداغوجيا .
وقد مست التعديلات التي تم إدخالها على نظام التقويم والامتحانات المعتمد في مستويات التعليم الابتدائي أنماط التقويم ومعايير اتخاذ قرار الانتقال ونظام الإشهاد عند نهاية هذا السلك ، كما شمل التعديل الصيغ المعتمدة في التقويم وتوزيع تقويم الموارد وتقويم الكفايات على المراحل الأربع المكونة للسنة الدراسية .
وبناء على ذلك فقد فيأت المذكرة المستويات الدراسية بالمدرسة الابتدائية إلى :
· فئة المستويات الفردية .
· فئة المستويات الزوجية .
ففي المستويات الفردية ( المستوى الأول والثالث والخامس) يعتمد تقويم التلميذات والتلاميذ على المراقبة المستمرة فقط ، أما في المستويات الزوجية غير النهائية ( المستوى الثاني والرابع) ، فيتم التقويم بالاعتماد على المراقبة المستمرة والفروض الموحدة المحلية التي تجري عند نهاية المرحلة الرابعة ، ويعتمد التقويم في السنة النهائية من التعليم الابتدائي على المراقبة المستمرة والامتحان الموحد المحلي والامتحان الموحد الإقليمي الذي يجرى عند نهاية المرحلة الرابعة .
كما تنص المذكرة على شمول " أنشطة المراقبة المستمرة ، تقويم الموارد والكفايات خلال المراحل الأربع للسنة الدراسية في مختلف مستويات التعليم الابتدائي ، وتأخذ خلال المرحلة الأولى والثانية طابعا تكوينيا بالنسبة لتقويم الكفايات ، بحيث لا تحتسب نتائجها خلال هاتين المرحلتين ، ويتم توظيفها حصرا في الكشف عن تعثرات التحصيل ومعالجتها " .
كما  نصت المذكرة على إجراء الفروض الموحدة الخاصة بمستويي السنة الثانية والرابعة من التعليم الابتدائي عند نهاية المرحلة الرابعة على شكل اختبارات كتابية تركز بالخصوص على تقويم الكفايات من صنف "أ" .
ورسمت المذكرة خطة وإجراءات عملية تهيئة هذه الاختبارات وإجرائها وإنجاز عملية تصحيحها .
وإذا كانت المذكرة إياها قد انتقت مواد التقويم تبعا لتصنيف المستويات الدراسية إلى فردية وزوجية، ، فإنها تبنت هذا التصنيف نفسه لاتخاذ قرار النجاح والانتقال . فقد فيأت تلاميذ المستويات الفردية ، في ضوء معدلات المراقبة المستمرة المتعلقة بالموارد أو بالكفايات ، إلى ثلاث فئات :
· فئة : "أ " ، وهي التي حصلت " على الحد الأدنى من التحكم في جميع الكفايات من الصنف " أ " خلال المرحلة الرابعة .
· فئة " ب " ، وهي المجموعة التي حصلت " على المعدل المطلوب في مجموع نقط المراقبة المستمرة سواء في تقويم الموارد أو في تقويم الكفايات طيلة السنة الدراسية .
· فئة " ج " ، وهي التي لم تحصل " على معدل سنوي يخولهم الانتقال إلى المستوى الموالي ، يشرط انتقالهم باستفادتهم من حصص للدعم والمعالجة والملاءمة في بداية السنة الدراسية الموالية تساعدهم على تجاوز صعوبات التحصيل لديهم ".
لا يختلف هذا التصنيف بالنسبة للمستويات الزوجية إلا اختلافا طفيفا متعلقا بعناصر المراقبة المستمرة المتدخلة في تأثيث المعدل العام ، أو بإضافة عنصر الامتحان الموحد المحلي أو الإقليمي في احتساب المعدل العام الذي يقرر الفئة التي سينتسب إليها التلميذ عند جوازه إلى المستوى الأعلى ، أو تحديد المعدل المطلوب ، كما في فئة " ج " بالنسبة للمستوى السادس .
وذيلت المذكرة بملاحق تصنف المواد الدراسية من صنف " أ " و " ب " ، وملاحق أخرى حول أنماط التقويم في التعليم الابتدائي واحتساب المعدلات .
2 – المذكرة الوزارية عدد 165 الصادرة بتاريخ : 25 أكتوبر 2010 ، حول " مواعد إجراء الامتحانات المدرسية للسنة الدراسية : 2010/2011 .
إذا اقتصرنا على ما ورد بالمذكرة ، متعلقا بالمدرسة الابتدائية فقط ، فقد دعت المذكرة إلى إجراء فروض المراقبة المستمرة لآخر السنة بالنسبة للمستوى السادس ابتدائي ، ما بين 13 إلى 18 يونيه 2011 ، والامتحان الموحد المحلي لنيل شهادة الدروس الابتدائية ابتداء في 20 يناير 2011، والاختبار الموحد الإقليمي لنيل شهادة الدروس الابتدائية ابتداء من : 24 يونيه 2011 .
كما نصت المذكرة على إجراءات أخرى خاصة بالامتحان الكتابي الموحد بالنسبة للمستفيدين من دروس التربية غير النظامية والمترشحين الأحرار من فئة الصغار ومن فئة الكبار .
3 – المذكرة الوزارية عدد : 175 ، الصادرة في 29 نونبر 2010 ، حول " تأطير وتتبع المراقبة المستمرة بالتعليم المدرسي " .
سطرت المذكرة إجراءات المراقبة المستمرة على مستوى الأكاديميات والنيابات والمناطق التربوية والمؤسسات التعليمية لوضع خطط عمل محكمة تغطي عمليات المراقبة المستمرة في كل مراحلها بدءا بالتأطير ومرورا بتتبع التنفيذ وانتهاء بالتقويم واستثمار النتائج ، كما قدمت المذكرة كيفية حساب المعدل العام للمراقبة المستمرة .
4 – المذكرة الوزارية عدد : 179 ، الصادرة في :13 دجنبر 2010 ، حول : " تأطير وتتبع إجراء فروض المراقبة المستمرة بسلك التعليم الابتدائي ".
هذه المذكرة هي ملحقة بالمذكرة الإطار رقم : 175 ، الصادرة في : 19 نونبر 2010 حول : " تأطير وتتبع المراقبة المستمرة بالتعليم المدرسي ".
فصلت المذكرة 179 في الإجراءات التي ينبغي اعتمادها في تأطير وتتبع المراقبة المستمرة بسلك التعليم الابتدائي ، منها :
1 – مواصفات اختبارات المراقبة المستمرة .
2 – مجالات ومكونات الوحدات الدراسية المعنية بالمراقبة المستمرة .
3 – الإجراءات التنظيمية .
وفي طيات هذا البند الثالث حددت المذكرة الجدولة الزمنية لإجراء المراقبة المستمرة خلال أسابيع الإدماج والأسبوع الذي يليها في المراحل الثلاثة من السنة الدراسية ، ومن : 13 يونيه إلى 18 منه بالنسبة للمستويات الزوجية ، ومن 20 إلى 22 يونيه بالنسبة للمستويات الفردية ، كمرحلة رابعة من السنة الدراسية . كما قدمت صيغة جديدة لاحتساب معدل المراقبة المستمرة في بندها الرابع المعنون ب " احتساب معدل المراقبة المستمرة " ، ونصحت في بندها الخامس : " آليات تأطير وتتبع المراقبة المستمرة " ، باعتماد مقتضيات المذكرة 175 سالفة الذكر فيما يخص " آليات تأطير وتتبع المراقبة المستمرة في جميع الوحدات الدراسية بسلك التعليم الابتدائي من لدن الإدارة التربوية وهيئة التفتيش التربوي محليا وإقليميا وجهويا " .
5 – المذكرة الوزارية عدد : 204 ، الصادرة في : 29 دجنبر 2010 ، حول : " التقويم والامتحانات بالتعليم الابتدائي " .
وقد اعتمدت كمرجع لها : المذكرة الوزارية رقم : 174 ، الصادرة في : 8 يونيه 2010، في موضوع : " إرساء بيداغوجيا الإدماج " . وقامت بإلغاء جميع مقتضيات المذكرة : 74 سابقة الذكر .
في ديباجتها نصت المذكرة على أنه " تقرر إدخال بعض التعديلات على نظام التقويم والامتحانات المعتمدة في مستويات التعليم الابتدائي وعلى الامتحان الإقليمي الموحد لنيل شهادة الدروس الابتدائية وفق ضرورات تكييف وضمان ملاءمتها مع المقاربة البيداغوجية المعتمدة والمتمثلة في المقاربة بالكفايات .
ويمكن أن نقدم ملخص المذكرة التي تعد تسع عشرة صفحة ، كالتالي :
-تشمل أنشطة المراقبة المستمرة تقويم الموارد وتقويم الكفايات في جميع المستويات الدراسية خلال مراحل السنة الدراسية الأربع .
-وظيفة تقويم الموارد تكوينية وجزائية طيلة السنة الدراسية ، في حين وظيفة تقويم الكفايات تكوينية في المرحلتين الأوليين ، تكوينية جزائية في المرحلتين التاليتين .
-في المستويات الفردية ( الأول والثالث و الخامس) ، يعتمد التقويم على المراقبة المستمرة فقط .
-في المستويات الزوجية ( الثاني والرابع) ، يعتمد التقويم على المراقبة المستمرة والفروض الموحدة المحلية التي تجري عند نهاية السنة الدراسية .
-في المستوى السادس يعتمد التقويم على المراقبة المستمرة والامتحان الموحد المحلي والامتحان الموحد الإقليمي .
وقدمت المذكرة جدولا بمواد المراقبة المستمرة الشفوية منها والكتابية . كما خصت المستوى السادس بجدول بمواد المراقبة المستمرة وآخر بمواد الامتحان الموحد المحلي وثالث بمواد الامتحان الموحد الإقليمي ، إضافة إلى معاملات هذه المواد .
كما اعتمدت المذكرة في اتخاذ قرار النجاح والانتقال على تصنيف الكفايات المستهدفة إلى صنفين ، كفايات من صنف : " أ " ، وكفايات من صنف " ب " ، ومنه فعند نهاية السنة الدراسية يصنف المتعلمون ، في المستويات الفردية ، إلى خمس فئات :
1- فئة " أ1 " ، وهي التي حصلت ، في تقويم كفايات المرحلة الرابعة من صنف " أ " ، على الحد الأدنى من التحكم على الأقل .
2- فئة " أ2 " ، وهي التي حصلت على المعدل : خمسة من عشرة ، على الأقل ، في تقويم جميع كفايات المرحلتين الثالثة والرابعة من الصنفين : " أ " و " ب " .
3- فئة " ب1 " ، وهي التي حصلت على المعدل :خمسة من عشرة ، على الأقل ،في مجموع نقط المراقبة المستمرة في تقويم الموارد خلال المرحلتين الثالثة والرابعة ، وفي تقويم كفايات المرحلتين الثالثة والرابعة من الصنفين : " أ " و " ب " .
4- المجموعة " ب2 " ، وهي التي حصلت على المعدل : خمسة من عشرة ، على الأقل ، في مجموع نقط المراقبة المستمرة في تقويم الموارد طيلة السنة الدراسية وفي تقويم جميع كفايات المرحلتين الثالثة والرابعة في الصنفين : " أ " و " ب " .
5- الفئة التي لم تستوف أحد هذه الشروط ، تنتقل " إلى المستوى الأعلى ويستفيدون خلال السنة الدراسية من تتبع خاص وحصص للدعم والمعالجة الملائمة تساعدهم على تجاوز صعوبات التحصيل لديهم وتؤهلهم لمتابعة الدراسة بدون صعوبات " .
كما اعتمدت المذكرة نفس التفييئ بالنسبة للمستويات الزوجية مع تعديل طفيف في مكونات مواد المراقبة المستمرة المحتسبة لكل فئة ، وحضور مكون الامتحانات الموحدة المحلية أو الإقليمية في احتساب المعدل العام .
إلا أن المذكرة سكتت عن الفئة الخامسة المشار إليها في تفييئ المستويات الفردية .
وذيلت المذكرة نفسها بجداول لكيفية احتساب المعدل العام لكل مستوى دراسي وكل فئة بداخله .
6 – المذكرة الوزارية عدد 626×10 ، الصادرة في 30 دجنبر 2010 ، حول موضوع : " تدقيق فترات إجراء فروض المراقبة المستمرة بسلك التعليم الابتدائي " .
وقد أتت مصاحبة للمذكرة رقم : 204 ، ومعتمدة على المذكرة : 179 سالفة الذكر ، وجاءت مستدركة للبرمجة الخاصة بالمراقبة المستمرة الواردة بهذه الأخيرة ، والتي تزامنت مع أسابيع الإدماج ، فنصحت ببرمجة جديدة في الفترات الثانية والثالثة ، وأبقت على تواريخ الفترة الرابعة .
ملاحظات :
1 – إن توالي مذكرات وزارية حول نفس الموضوع ، بشكل ينسخ فيه السابق منها اللاحق ، وفي فترة زمنية قصيرة ، لينم عن ارتباك واضح في تدبير هذا القطاع على مستوى المصدر .
2 – لا نعتقد أن المذكرة رقم : 626×10 ، ستكون آخر توجيه رسمي حول " التقويم والامتحانات بالمدرسة الابتدائية " ، لأن المشكل لازال قائما على مستوى برمجة أنشطة المراقبة المستمرة التي ، حتى مع آخر برمجة واردة في المذكرة الأخيرة أعلاه ، يمكن أن تتزامن مع أسابيع الإدماج ، أو قبلها أو بعدها ، نظرا لاختلاف وتيرة العمل عند كل مدرس مدرس ، تبعا لزمن التحاقه بالمؤسسة في بداية السنة ، أو استفادته من فترات تكوين أو ظروفه الصحية أو الاجتماعية.... . وعليه لا نعتقد أن برمجة أنشطة المراقبة المستمرة في فترات محددة و بشكل دقيق ينسحب على جميع المستويات الدراسية ومدرسي التراب الوطني ، أمرا سليما .
3 – إن شعار " التصور الجديد لوظيفة المؤسسة التعليمية المتمثل في جعل تعميم النجاح المدرسي هدفا رئيسيا للعملية التعليمية – التعلمية " ، الذي ترفعه التوجيهات الرسمية ( عبر المذكرة 135 ) ، هو حق يستحيل ، مع المذكرة 204 ، إلى باطل ، لأنه يفتح الأبواب على مصاريعها، للجميع ، للجواز إلى المستويات العليا .، وهذا فيه خطورة كبيرة.
4 – إن التربية الفارقية ، أو فارقية التعليم والتعلم ، بشكل دقيق ، تعتبر أن المتعلمين مختلفون فيما بينهم على جميع الأصعدة ، وتنصح بالتعامل معهم على أساس هذا المعطى ، وقد استبشرنا خيرا عندما دعت المذكرات السابقة إلى عملية تفيئة المتعلمين عند نهاية السنة ، لكن ظننا خاب عندما التفت التوجيهات الرسمية على هذا الإجراء وسمحت لجميع التلاميذ أن يلتقوا في صعيد واحد وجنبا إلى جنب ، مجدهم مع مقصرهم ، في المستويات الموالية . فما الهدف من عمليات احتساب المعدلات وتفييئ المتعلمين إذن ؟
5 – ألا ينطوي شعار " النجاح للجميع "، كما نظرت له المذكرة :204 ، على مخاطرة كبيرة ، ستغذي آفة الهدر المدرسي . مادامت نسبة من المتعلمين الناجحين لا يتوفرون على مكتسبات وموارد تؤهلهم لمتابعة الدراسة في المستويات الموالية ؟
6 – أين حضور الأقسام المشتركة والأقسام " متعددة الاشتراك " من هذه التوجيهات ، وهي تمثل بالوسط القروي أكثر من ثمانين بالمائة من المستويات الدراسية .
7 – أين عدد من المستويات الدراسية ، الذي حل عليه الأسدوس الثاني من السنة الدراسية ، من هذه التوجيهات ، وهو لم ير مدرسه بعد ؟
8 – ألم يغرق النظام التعليمي نفسه حتى الأذقان في إجراءات تقويمية على حساب الاشتغال الفعلي مع المتعلمين ؟



مولود أجراوي (مفتش التعليم الإبتدائي)



0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More