Featured Video

مرحبا بكم في مدونة مدرسة الليمون بتازة،نتمنى أن تنال رضاكم

المدرس الباحث


يتوقف نجاح المدرس في الممارسة الصفية على تحكمه في جملة من الكفايات المهنية، على مستويات التخطيط لانماء الكفايات، وإرساء التعلمات وما تقتضيه من عمليات تدبير الانشطة التعليمية وتقويمها، ومعالجة ما يعوق نماء الكفايات المستهدفة. ويتوقف اكتساب الكفايات المهنية بدوره على توفر الممارس ذاته على عدد من المواصفات السيكولوجية والمؤهلات المعرفية التي تسمح بامتلاك الطرائق والتقنيات وأساليب التنشيط وفق الأدوار الجديدة التي تقتضيها الاختيارات البيداغوجية الجديدة.
من هنا تبدو أهمية التكوين الأساسي للمدرسين، إذ بدون تفعيله بالنجاعة المطلوبة لن تكون للمناهج والبرامج أدنى قيمة، وكما يقول بياجيه، «ما لم يتم اعداد المدرسين بالطريقة المطلوبة، فلن تجدينا أحسن البرامج، كما لن تنفعنا أجمل النظريات حول ما ينبغي تحقيقه». وهذا يعني، في المقام الأول والأخير، تكوين مدرسين مؤهلين، ليس فقط نظريا وديداكتيكيا، بل تأهيلهم إلى امتلاك الثقافة المطلوب منهم تعليمها وتقويمها، حسب الباحث في التربية، المصطفى ادملود، الذي يفسر بأن «المعرفة العلمية الديداكتيكية قد تساعد المدرس على تركيب الدرس واعداد الأمثلة والتمارين، كما قد تساعده على استعمال الكتب المدرسية وغيرها من المراجع الملائمة لبناء العملية التعليمية، بينما ينتظر من المدرس، إلى جانب ما سبق، أن يعبئ مكتسباته المعرفية لبعث الحياة في المنهاج واعطائه الشكل الملائم».
إن حضور عنصر الإبداعية في الممارسة الصفية، صار من أهم شروط إنجاح البيداغوجيات الجديدة، بل إنه من أولى الشروط والاستعدادات المؤشرة على «بعث الحياة في المنهاج» من قبل المدرسين، لذا ليس من قبيل الصدفة أن يوصي اليوم الدراسي المنعقد منذ سنتين بآسفي حول البحث التربوي بالمغرب، ببرمجة الأخير في واحدة من مصوغات التكوين الأساسي، في مراكز تكوين المعلمين والأساتذة، وهو الأمر نفسه الذي يذهب اليه فيليب بيرنو، إذ يقترح أن يتابع المدرسون تكوينا جامعيا يؤهلهم للاستئناس بقواعد البحث العلمي، فهذا النوع من التكوين، حسب اد ملود، يمكن أن يؤهلهم لامتلاك المعارف الأساس للعلوم الانسانية، ويعدهم لاستعمال نتائج البحث التربوي والمساهمة في تنميته خلال مدة الخدمة، وهو ما يمكن أن يسلحهم بممارسة يقظة تتمفصل من خلالها الممارسة النظرية والممارسة الميدانية، مع مراقبتهم المستمرة لأدائهم التعليمي، فالانتقال من المنهاج الى الدرس، حسب المصدر ذاته، يتطلب من المدرس الاستمرار في الابتكار والتأويل. لذا فما أحوج نظامنا التربوي الى المدرس الباحث.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More